من قصص القرآن
قصة : " المائدة التي نزلت من السماء "
كان عيسى- عليه السلام- آخر الأنبياء الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى إلى بني إسرائيل الذين كانوا قد ابتعدوا كثيرا عن إيمانهم بالله .
وأيد الله سبحانه وتعالى نبيه عيسى -عليه السلام- بالمعجزات الدالة على صدقة نبوته ،وعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل .
فكان عيسى -عليه السلام- يصنع من الطين تماثيلا على هيئة الطير ، ثم ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ، كما كان يحيي الموتى،ويشفي الأعمى والأبرص بإذن الله .
ورغم كل هذه المعجزات لم يؤمن برسالته ويصدق بدعوته سوى عدد قليل من يهود بني إسرائيل ، وهم الحوارين .. الذين كانوا له أنصارا وأعوانا على من لم يؤمن به
من اليهود .
وذات يوم ،كان الحواريون معه في احدى جولاته التي يدعو فيها إلى الله ، وكانوا صائمين ،ويمشون في صحراء مقفرة ، فسألوه قائلين :
{هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء }
فقال لهم ، متعجبا ،
{ اتقوا الله إن كنتم مؤمنين }
لا تطلبوا مثل هذا وإلا تكون فتنة لكم .. ألم يكفكم ما رأيتموه من معجزات أجراها الله لكم على يدي ؟
فقالو له : نحن نؤمن بالله ونصدق بما أرسلت به ..ولكننا نريدها لنأكل منها ، وتطمئن قلوبنا ، ويزداد يقيننا
فتوجه عيسى-عليه السلام - إلى ربه بالدعاء سائلا إياه أن ينزل عليهم مائدة من السماء ، قائلا :
{ اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين }
فاستجاب الله لدعاء نبيه ، وأنزل عليهم مائدة فيها كل مالذ وطاب من المأكل والمشرب .
فأكلوا منها وشربوا ، ثم سجدوا شكرا لله على ما أنعم به عليهم ،
وعلم الناس بأمر تلك المائدة التي نزلت من السماء ، أو تلك المعجزة ، فآمن عدد كبير منهم بالله وصدقوا نبيه عيسى -عليه السلام -..في حين إزداد إيمان الحواريون
بقدرة الله سبحانه وتعالى .