الأسرة والمدرسة والتعاون بينهما
يجب أن يكون هناك تعاون بين الأسرة والمدرسة؛ حتى تصلا بتربية الطفل إلى الهدف المنشود، وحتى لا يحدث بينهما تناقض يترتب عليه تفكك في شخصية الطفل، وفقدان الثقة في المدرسة أو الأسرة أو كليهما. ومن مظاهر هذا التعاون بين الأسرة و المدرسة، أن تحترم الأسرة نظام المدرسة وتعليماتها، وذلك بمساعدة التلاميذ على الحضور إلى المدرسة في المواعيد المحددة حتى لا تتعطل وظيفتها، ويحرم التلاميذ من التربية والتعليم. ويجب أن يتم التعاون كذلك في ميدان المعلومات وطريقة المعاملة حتى تكون المدرسة استمرارا للبيت وما فيه لتقليل حدوث المشاكل داخل المدرسة. وتلجأ المدارس الحديثة إلى تدعيم هذا التعاون عن طريق تكوين مجالس الآباء والمعلمين،ومجالس الأمهات والمعلمات وإقامة الأنشطة السنوية أو نصف السنوية في المدارس، ودعوة الآباء والأمهات للاطلاع على نشاط أبنائهم وبناتهم، وما يقومون به داخل المدارس.
العلاقات بين الآباء والمعلمين في المدارس الثانوية
لا تبنى علاقات العمل الطيبة في يوم واحد ،كما لا يمكن أن تزدهر دون رعاية مستمرة، فالمعلم اليقظ يهتم دائما بنمو العلاقات مع مختلف الآباء، وهو يتوق إلى معرفة طريقة ما لقياسها ، وسرعان ما يجد أن الأشياء الصغيرة توضح غوامض الأمور . فالعلاقات بين الآباء ومعلمي طلاب المدارس الثانوية تكون أكثر صعوبة، أو على الأقل مختلفة. فالشبان أثناء نضجهم يندفعون في محاولة الخروج صراحة من حدود بيوتهم في الوقت الذي يلتحقون فيه بالمدرسة الثانوية ، وحتى ذلك الوقت لم يكن يعنيهم إلا قليلا كيف كانت عليه الاتصالات بين المعلمين والآباء، وفيما عدا ذلك ، فإن معرفتهم بأن معلميهم على اتفاق بصفة عامة مع آبائهم كانت تجعلهم يشعرون بالأمن. وفجأة يصبح الاهتمام بهذه الاتصالات كبيرا، فشباب المدرسة الثانوية يرغبون في ألا يحضر الآباء إلى المدرسة إلا في المناسبات. والدليل الذي يؤيد هذا الرأي نجده عندما نرقب فتى مراهقا وهو يحضر مباراة رياضية بصحبة والديه،فإذا هو يشير لوالديه بفخر إلى هذا المعلم أو ذاك ، والى الناظر، أو إلى أي شخص آخر من هيئة المدرسة، وهو فخور بهذه الاتصالات، ولكنه يكره أن تكون هذه العلاقات واضحة إلى درجة كبيرة.ويزداد اقتناع المدارس الثانوية بأهمية توثيق علاقات العمل والاجتماع بين الآباء والمعلمين لأسباب منها:
1- شعور المعلم بأنّ الطالب في حاجة إلى بعض المساعدة في المواد الدراسية.
2- شعور الوالدين بوجوب إحاطة معلم الفصل علما بأمر طاريء في الأسرة قد يكون له تأثيره في عمل الطالب المدرسي. وليست هذه سوى القليل من الأسباب التي تدعو الآباء والمعلمين لأن يجتمعوا معاً، ويمكن ذكر الكثير منها، وقد قصدنا الجانب الايجابي من الأسباب ؛حتى نشجع الآباء على أن يتكلموا بحرية وصراحة مع المعلم أو الموجّه أو الناظر.
*** مقتطف من رسالة دكتوراه بعنوان الدعوة في مؤسسات التعليم المختلط في فلسطين " مناهجها ووسائلها وأساليبها " إلى جامعة أم درمان الإسلامية – السودان – قسم الدعوة والثقافة الإسلامية من الطالب محمد سليمان حامد احمد.