لا تكن لعانا
أحبتي في الله ،،،
كثيرا ما نجد في حياتنا اليومية ونحن نمشي في الطرقات ، أو في المحلات ، ربما تحدث مشاجرة بين شخصين فتجد هذا يسب ذاك وفجأة تسمع هذا يقول للأخر ( يلعن أمك أو يلعن أبوك ) !! عذرا على اللفظ ولكن هذه الحقيقة . هناك بعض البشر تعودوا قول كلمة ( يلعن ) هذه حتى باتت كالعلكة في أفواههم وهم لا يعرفون وربما يتجاهلون معنى اللعنة عند الله تعالى ومدى حرمتها كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ! .
من أي جنسية كان البشر هؤلاء فهم يلعنون أي شيء يتضايقون منه الطريق زحمة ( يلعن الطريق ) الالكاونتر تبع المحل زحمة ( يلعن هالزحمة ) إيه وبعدين ؟ راح يضل يلعن طول يومه حتى يصل أخر يومه وفي رصيده من اللعنات ما لا يحمد عقباه !!
الله يصلح لنا ألسنتنا التي بسببها سنحصد إما جنة عريضة وصحبة صالحة ! أو والعياذ بالله نار حارقة وصحبة فاسدة هالكة لا محال !
إقرأوا معي يرعاكم الله ما جاء في اللعن وإعقلوا مدى خطورة هذا اللفظ ( اللعن ) لكي تكفوا عنه إن كنتم ممن يلعن أي شيء وكل شيء !!
قال صلى الله عليه وسلم { إن من أكبر الكبائر أن يلعن ، الرجل والديه . قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال يسب أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه } رواه البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وأخرج البيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت { مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي بكر وهو يلعن بعض رقيقه ، فالتفت إليه وقال لعانين وصديقين كلا ورب الكعبة . فعتق أبو بكر رضي الله عنه يومئذ بعض رقيقه ، قال ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا أعود } . وأخرج مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة } ورواه أبو داود ولم يقل يوم القيامة . والترمذي وحسنه عن ابن مسعود رفعه { لا يكون المؤمن لعانا } .
وأخرج البخاري ومسلم { لعن المؤمن كقتله } والطبراني بإسناد جيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه رأينا أن قد أتى بابا من الكبائر .
وروى أبو يعلى وابن أبي الدنيا بإسناد جيد عن أنس رضي الله عنه قال { سار رجل مع النبي صلى الله عليه وسلم فلعن بعيره ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا عبد الله لا تسر معنا على بعير ملعون } . وقد { نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لعن الديك فقال لا تلعنه ولا تسبه فإنه يدعو إلى الصلاة } . وقال أنس : { كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلدغت رجلا برغوث فلعنها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنها فإنها نبهت نبيا من الأنبياء للصلاة } رواه أبو يعلى والبزار .
فإذا كنت أخي الحبيب ممن إبتليت بلسانك وكثرة اللعن فحاول أن تلتمس من هذه الكلمات درسا لك تأدب به لسانك
فنحن يرعاك الله نبحث عن الأجر ، عن الحسنات ، عن شيء ينفعنا يوم القيامة عندما يقول كل إمرء ( نفسي نفسي )
حاول عندما تأتي اللعنة على لسانك أن تستبدلها بشيء أخر مثل ( أستغفر الله العظيم ) أو ( لا إله إلا الله )
أو( يا إلهي ) وتذكر أن لسانك هو عضوا منك ولسنت أنت عضوا من لسانك يعني أنت تستطيع أن تسيطر عليه
وتوجهه كيفما تريد .
همسة
لا أدري أين سنكون بعد حين ، فالموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل ، فلنعمل لهذا اليوم
يا إخوتي