مــنــتــدى تـلــفــيـــت
اهلا وسهلا بكم بمنتدى تلفيت
مع تحيات معن ابوعيشة
الى الاعضاء الذين يسجلو الانتظار 5 دقائق لتفعيلهم من الادارة اي استفسار حول الدخول مراسلت
al5atef@hotmail.com معن ابوعيشة
الى الاخوه والاخوات الذين سجلو بالمنتدى ولم يدخلو تم تفعيل حسابهم
مــنــتــدى تـلــفــيـــت
اهلا وسهلا بكم بمنتدى تلفيت
مع تحيات معن ابوعيشة
الى الاعضاء الذين يسجلو الانتظار 5 دقائق لتفعيلهم من الادارة اي استفسار حول الدخول مراسلت
al5atef@hotmail.com معن ابوعيشة
الى الاخوه والاخوات الذين سجلو بالمنتدى ولم يدخلو تم تفعيل حسابهم
مــنــتــدى تـلــفــيـــت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


انتقل الموقع الى الرابط التالي http://talfet.com
 
(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 I_icon_mini_portalالرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة

اذهب الى الأسفل 
+2
EmO GiRl
sarah reshard
6 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
معن ابوعيشة
عضو متميز النشاط
عضو متميز النشاط
معن ابوعيشة


عدد المساهمات : 3489
تاريخ التسجيل : 03/07/2009
العمر : 50
الموقع : تلفيت - نابلس

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالخميس ديسمبر 10, 2009 10:36 pm

انا لا انتي نزله وحنا بنقراء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://telfeet.hooxs.com
sarah reshard
عضو نشط جدا
عضو نشط جدا
sarah reshard


عدد المساهمات : 1853
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالخميس ديسمبر 10, 2009 10:37 pm

خلص ماشي تكرم بس تكون قرأت الحلقات الي قبل .....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
lord
عضو جديد
عضو جديد
lord


عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
العمر : 32

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالخميس ديسمبر 10, 2009 11:50 pm

[b]يسلمو كثير عالرواية وبانتضار المزيد ........
تقبلي مروري[center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sarah reshard
عضو نشط جدا
عضو نشط جدا
sarah reshard


عدد المساهمات : 1853
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالخميس ديسمبر 10, 2009 11:56 pm

شو رأيكم انزل الحلقة الرابعة .....؟؟!! ..... مشكوور على مرورك اخي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**هديل**
عضو جديد
عضو جديد
**هديل**


عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 02/12/2009
العمر : 33

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2009 1:11 am

thanx
wait more
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sarah reshard
عضو نشط جدا
عضو نشط جدا
sarah reshard


عدد المساهمات : 1853
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2009 1:17 am

اووووه هيك شجعتيني احط الحلقة الرابعة .... مشكوورة على مرورك هديل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sarah reshard
عضو نشط جدا
عضو نشط جدا
sarah reshard


عدد المساهمات : 1853
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2009 1:20 am


الحلقـــة الرابعة

******************

لم استطع النوم تلك الليلة
جعلت أتقلب على فراشي و الأمور الثلاثة : الدراسة ، الحرب ، و رغد تآمرت علي و سببت لي أرقا و صداعا شديدا
أوه يا إلهي ... أنا متعب ... متعب !
فلتذهب الدراسة للجحيم !
ولتذهب الحرب كذلك للجحيم !
و رغد ...
رغد ...
فلأذهب أنا إلى رغد !
قفزت من سريري في رغبة ملحة جدا لرؤية الصغيرة ...
لابد أنها غارقة في النوم الآن ... كم كنت قاسيا معها ! كم أنا نادم !
سرت ببطء حتى دخلت غرفة رغد ، و تعجبت إذ رأيت الظلام مخيما عليها !
صغيرتي تخاف النوم في الظلام الشديد و تصر على إضاءة النور الخافت
اقتربت من السرير و أنا أدقق النظر بحثا عن وجه الصغيرة ، ألا أنني لم أره
أشعلت المصباح الخافت المجاور لسريرها ، و أصبت بالفزع حين رأيت السرير خاليا ...
نهضت مذعورا ... و تلفت من حولي ... ثم أنرت المصباح القوي و دققت النظر في كل شيء ... لم تكن رغد في الغرفة ...
خرجت من الغرفة كالمجنون و ذهبت رأسا إلى غرفة دانة ، ثم سامر ، ثم جميع غرف المنزل و أنحائه و لم أبق منه مترا واحدا دون تفتيش ... عدا غرفة والديّ
سرت و أنا أترنح و متشبث بأملي الأخير بأن تكون رغد هناك ...
توقفت عند الباب ، و رفعت يدي استعدادا لطرقه فخانتني قواي
ماذا إن لم تكن رغد هنا ؟
أين يمكن أن تكون ؟
القلق بل الفزع و الخوف على رغد تملكاني و ألقيا جانبا أي تفكير سليم من رأسي
طرقت الباب طرقات متوالية تشعر أيا كان بالذعر !
ثوان ، و إذا بأمي تقف أمامي في فزع :
" وليد ؟ خير يا بني ؟ "
التقطت عدة أنفاس متلاحقة ثم قلت :
" هل رغد هنا ؟ "
كنت أحدق بعين والدتي و كأنني أريد أن أخترقها إلى دماغها لأعرف الجواب قبل أن تنطق به ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sarah reshard
عضو نشط جدا
عضو نشط جدا
sarah reshard


عدد المساهمات : 1853
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2009 1:22 am

قولي نعم أمي ... أرجوك !
" نعم ! نامت هنا "
كأن جبلا جليديا قد وقع فوق رأسي لدى سماعي إجابتها
ارتخت عضلاتي كلها فجأة ، فترنحت و أنا أعود خطا للوراء حتى جلست على أحد المقاعد
والدتي أقبلت نحوي ، و ألقت نظرة سريعة على ساعة الحائط ، ثم عادت تنظر إلي بقلق ...
" وليد ؟ ما بك عزيزي ؟ "
أغمضت عيني لثوان ، و أنا عاجز عن تحريك أي عضلة من جسمي ...
ثم نظرت إليها و قلت بصعوبة :
" قلقت حين لم أجدها في غرفتها ... بل كدت أموت قلقا ... "
اقتربت مني والدتي ، و مسحت على رأسي و قالت :
" هوّ ن عليك يا بني ... جاءتني تبكي البارحة و تقول أنك غاضب منها و أخرجتها من غرفتك !
كانت حزينة جدا ! "
ربما تريد أمي معاتبتي لتصرفي مع رغد
أرجوك أمي يكفي فأنا قد نلت من تأنيب الضمير ما يكفي و يزيد ...
ألا ترين أنني لم أنم حتى هذه الساعة بسبب ذلك ...؟؟
" آسف لإزعاجك أماه ، تصبحين على خير "
رغد !
ما الذي تفعلينه بي !؟
نهضت متأخرا في الصباح التالي ، و حينما ذهبت إلى المطبخ وجدت أمي مشغولة في إعداد الطعام فيما تلعب رغد ببعض الدمى إلى جوارها
عندما رأتني رغد ، ابتسمت لها ، ألا أنها قامت و التصقت بأمي ، كأنها تطلب الحماية !
تضايقت كثيرا من هذا ... هل أصبحت طفلتي الحبيبة تخاف مني ؟؟
" رغد ! تعالي إلي ... "
لم تتحرك بل تشبثت بوالدتي أكثر ، الأمر الذي أشعرني بضيق شديد جدا فغادرت المطبخ فورا
ستنسى بعد قليل ... إنها مجرد طفلة و الأطفال ينسون بسرعة !
بل من الأفضل ألا تنسى حتى تبقى بعيدة عني و أتخلص من أحد همومي !
في المساء ، حضرت أم حسام بطفليها حسام و نهلة لزيارتنا
أم حسام هي خالة رغد الوحيدة و التي كانت ترعاها في السابق ، بعد وفاة والديها
حسام هو ابنها الأكبر و البالغ من العمر سبع سنوات على ما أظن ، أما نهلة فتصغر رغد ببضعة أشهر
و يبدو أن ( أخا جديدا ) على وشك الانضمام لهذه العائلة !
رغد تحب خالتها هذه كثيرا ، و الخالة تتردد علينا من حين لآخر للاطمئنان على رغد
تحوّل بيتنا إلى ملعب أطفال ... لعب ، ضحك، بكاء ، شجار ، عراك ، هتاف ، صراخ !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sarah reshard
عضو نشط جدا
عضو نشط جدا
sarah reshard


عدد المساهمات : 1853
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2009 1:22 am

كانوا جميعا سعداء ، أما أنا فقد لزمت غرفتي عكفت على الدراسة .
اختفت الأصوات تماما فيما بعد ، فاستنتجت أن الضيوف قد رحلوا .
في وقت العشاء ، كنت أول الجالسين حول المائدة فقد كنت جائعا ، و لم أكن قد تناولت أي وجبة رئيسية لهذا اليوم .
الكرسي المجاور لي هو الكرسي الذي تجلس عليه صغيرتي رغد عادة
و كنت أساعدها في تناول الطعام دائما
اجتمع أفراد أسرتي حول المائدة ، ألا أن الكرسي المجاور ظل شاغرا !
" أين رغد ؟؟ "
وجهت سؤالي إلى والدتي ، فأجابت :
" أصرت على الذهاب مع خالتها و بما أن الغد هو يوم جمة تركتها تذهب لتبات عندهم ! "
اندهشت ، فهي المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا ... لطالما كانت الخالة تزورنا فلماذا تصر على الذهاب معها اليوم و اليوم فقط ؟؟
لقد فقد شهيتي للطعام ، و لم أتناول منه إلا اليسير ...
مساء الجمعة ذهبت مع أبي لإحضار رغد من بيت خالتها
دخلت أنا للمنزل فيما ظل والدي ينتظر في السيارة
لقد كان الأطفال ، رغد و نهلة و حسام ، يلعبون ببعض الألعاب في إحدى الغرف
عندما رأوني توقفوا عن اللعب ، و اخذوا يحدقون بي !
هل أبدو مرعبا ؟؟
ربما لأنني طويل و ضخم البنية نوعا ما !
ابتسمت لهذه المخلوقات الصغيرة ثم قلت :
" مرحبا أعزائي ! ألم تكتفوا من اللعب ! "
لم يبتسم أي منهم أو يحرك ساكنا !
وجهت نظري إلى صغيرتي رغد ، و قلت أخاطبها :
" صغيرتي الحلوة ! حان وقت العودة إلى البيت "
" لا أريد "
كانت أول جملة تنطق بها رغد ! إنها لا تريد العودة للبيت !
" ماذا رغد ؟ يجب أن نعود الآن فغدا ستذهبين إلى المدرسة ! "
" سأبقى هنا "
" رغد ! سوف نأتي بك إلى هنا لتلعبي كل يوم إن أردت ! هيا فوالدنا ينتظر في السيارة "
لم يبد أنها عازمة على النهوض .
و الآن ؟؟ ماذا افعل مع هذه الصغيرة ؟؟
كيف يجب ان يكون التصرف السليم ؟؟

__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sarah reshard
عضو نشط جدا
عضو نشط جدا
sarah reshard


عدد المساهمات : 1853
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2009 1:24 am

تدخلت أم حسام قائلة :
" بنيتي رغد ، غدا سيحضرك وليد إلى هنا من جديد . و كل يوم إذا أردت اللعب مع نهلة فتعالي و أحضري ألعابك أيضا "
" لا أريد "
ثم بدأت بالبكاء ...
ربما تظن خالتها أننا نسيء إليها بشكل ما !
ماذا جرى لهذه الصغيرة ؟ لماذا أصبحت لا تريد الاقتراب مني ؟ أكل هذا لأنني
أخرجتها من غرفتي بقسوة تلك الليلة ؟
أم حسام أخذت تمسح على رأس الصغيرة و تهدئها و تكرر
" غدا سيحضرك وليد إلى هنا عزيزتي "
قلت ، محاولا إغراءها بالحضور بأي طريقة :
" سنمر بمحل البوضا و نشتري لك النوع الذي تحبين ! "
يبدو أن الفكرة أعجبتها ، فتوقفت عن البكاء و آخذت تنظر إلي ...
قالت خالتها مشجعة :
" هيا بنيتي ، و عندما تأتين غدا سنشتري لك و لنهلة و حسام المزيد من البوضا و الألعاب "
و أخذت تقربها نحوي حتى صارت أمامي مباشرة
رفعت رغد رأسها الصغير و نظرت إلي
إنها نظرة لا أستطيع نسيانها ما حييت ...
كأنها تعاتبني على قسوتي معها ... و تقول ... خذلتني !
مددت يدي و رفعت الصغيرة عن الأرض و ضممتها إلى صدري و قبلت جبينها
كيف لي أن أعتذر ؟
إنها اليتيمة التي و لو بذلت الدنيا كلها لأجلها ، ما عوضتها عن لحظة واحدة تقضيها في حضن أمها أو أبيها ...
قلت :
" ماذا تودين بعد ؟ لعبة جديدة أم دفتر تلوين جديد ؟ "
قالت :
" أريد لعبة و أريد دفترا "
قلت :
" يا لك من سيدة طماعة ! حاضر ! كما تأمرين سيدتي ! "
فابتسمت لي أخيرا ...
شعرت بشيء ما يحرك بنطالي ...
نظرت إلى الأسفل فإذا بها نهلة تمسك ببنطالي و تهزه ، ثم تقول :
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sarah reshard
عضو نشط جدا
عضو نشط جدا
sarah reshard


عدد المساهمات : 1853
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2009 1:25 am

" احملني ! "
نظرت إليها بدهشة و استغراب !
" رغد تقول أنك قوي جدا و كنت تحملها مع دانة سوية "
ربّاه !!
في تلك الليلة ، جعلت رغد تنام على سريري للمرة الأخيرة ... و لونت معها كثيرا و قرأت لها أكثر من قصة ، و طبعا اشتريت لها أكثر من لعبة و أكثر من دفتر تلوين إضافة إلى البوضا !
ربما كانت هذه طريقتي في الاعتذار !
إن كنت أدلل صغيرتي كثيرا فهذا لأنني أحبها كثيرا ...
و هي نائمة على سريري بسلام ، أخذت أتأملها بعطف و محبة ...
كم هي رائعة !
و كم أنا متعلق بها !
كم يبدو هذا جنونا !
ذهبت إلى حيث وضعت صندوق الأماني
ذهبت إلى حيث وضعت صندوق الأماني ، فأخذته و جعلت أنظر إليه بحدة
كم تمنيت لو أن بصري يخترق الصندوق إلى ما بداخله !
ليتني أعرف ... الاسم الذي تلا هذه الجملة
( عندما أكبر سوف أتزوج .... ؟ )
عندما تكبرين يا رغد ...
فقط عندما تكبرين ....
فإنني ...
في أحد الأيام ، قررنا تناول بعض المشويات في المنزل
في حديقة المنزل أعد والدي ما يلزم و أشعل الفحم
كان يوما جميلا ، و كنا مسرورين لهذه ( النزهة المنزلية ) التي قلما تحدث
الأطفال ، سامرـ إن كنت أعتبره طفلا ـ و دانة و رغد كانوا يتجولون هنا و هناك
سامر مهووس بدراجته الهوائية و التي لا يتوقف عن قيادتها و العناية بها في جميع أوقات فراغه ، و رغد تهوى كثيرا الركوب معه ، و قد تعلمت كيف تقودها بنفسها
كانت تقود الدراجة فيما يجلس سامر على المقعد الحفي ، و كانت تترنح ذات اليمين و ذات الشمال و تسقط بالدراجة من حين لآخر
ألا أنها كانت سقطات خفيفة غير مؤذية ، يستمتعان بها و يضحكان مرحين !
دانة كانت تساعد أمي في إعداد اللحم ، فيما والدي يهف الجمر فيزيده اشتعالا
كنت أنا أراقب الجميع في صمت و برود ظاهري ، بينما أشعر بشيء يتحرك و يشتعل في صدري مثل ذلك
الجمر ... لا أعرف ما يكون ...؟؟
ذهب والدي لإحضار شيء ما ...
و ابتعاده عن الجمر أعطاني مجالا أوسع لأراقب اشتعاله و تأججه ...
و جحيمه !
إن عيني ّ كانتا تتنقلان بين رغد و سامر على الدراجة ، و بين الجمر المتقد ...
ثم شردت ...
فجأة ... ترنحت الدراجة و هي تسير بسرعة ، تقودها رغد الصغيرة ، و قبل أن يتمكن سامر من إيقافها ارتطمت بشيء فسقطت ...
كان يمكن لهذه السقطة أن تكون عادية كاسابقاتها ن لو أن الشيء الذي ارتطمت الدراجة به لم يكن صينية الجمر المتقد ....
تعالت الأصوات و انطلق الصراخ القوي يزلزل الأجواء ...
ركضنا جميعا نحو الاثنين بفزع ...
والدتي تولول ، و دانة تصرخ ... و رغد تصرخ ... و وليد يتخبط مستنجدا ... صارخا ... من فرط الألم ...
جمرة واحة أصابت رغد بحرق في ذراعها الأيسر ...
أما سامر ...
فقد انتهى بوجه مشوه مخيف ، و جفن منكمش يجعل العين اليمنى نصف مغلقة ... مدى الحياة ...
لقد كان حادثا سيئا جدا ... و انتهى يومنا الجميل بندبة لا تمحى ...
و رغم العمليات التي خضع لها ، ألا أن وجه سامر ظل يحمل أثر الحادثة المشؤومة إلى الأبد
رغد و التي خرجت من الحادث بأثر حرق واحد في الذراع ، خرجت منه بآثار عميقة لا تمحى في الذاكرة و القلب
أما دانة ، فقد غرست في نفس رغد الاعتقاد الأكيد بأنها السبب فيما حدث لسامر لأنها من كان يقود الدراجة وقتها
رغد أصبحت مرعوبة فزعة متوترة معظم الأوقات ... و أصبحت تخشى النوم بمفردها و تصر على أن أبقى إلى جانبها حتى تدخل عالم النوم ، و كثيرا ما كانت تستيقظ فزعة من النوم في أوائل الأيام ... و تركض إلي ...
و المرة التي كنت أعتقد أنها الأخيرة ، تلتها مرات أخرى ، نامت فيها الصغيرة
في غرفتي ... طالبة الأمان و الطمأنينة ...
" وليد أنا خائفة ... النار مؤلمة ... "
" وليد لن أركب الدراجة ثانية ً ... "
" وليد لا أريد أن أبقى وحدي ... الجمر يلاحقني ... "
" وليد ... عندما أكبر سأصبح طبيبة و أعالج سامر " !
و في إحدى تلك المرات ، كتبت إحدى أمانيها و أدخلتها في ذلك الصندوق !
و هذه المرة لم تسألني عن أية كلمة ..






لكنني أكاد أجزم بأنها كتبت :
( يا رب اشف سامر ) !
توالت الأيام و الشهور ... و تأقلم الجميع مع ما حدث ، و سامر اعتاد رؤية وجهه المشوه في المرآة و تقبله
و استسلم الجميع إلى أنها حادثة قضاء و قدر ...
أما أنا ...
فأشك في أن شيطانا قد خرج من صدري و قاد الدراجة نحو الجمر المتقد ...
و احرق سامر و رغد بنار كانت في صدري ...
و لم تزد النار صدري إلا اشتعالا
و لم تزد الحادثة الاثنين إلا اقترابا ...
و لم تزدني الأيام إلا تعلقا و تشبثا و جنونا برغد






--------------------

ترقبوا الحلقه الخــــامسه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**هديل**
عضو جديد
عضو جديد
**هديل**


عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 02/12/2009
العمر : 33

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2009 1:33 am

بانتظار البقية .....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sarah reshard
عضو نشط جدا
عضو نشط جدا
sarah reshard


عدد المساهمات : 1853
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2009 4:39 am

بس انشالله تكوني قرأتي يا هديل ..... مشكووورة على مرورك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
EmO GiRl
عضو نشط
عضو نشط
EmO GiRl


عدد المساهمات : 738
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن _ عمان

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2009 11:46 pm

الحلقة الخامسة ..........
~ أحلام الجحيم ~

أنهيت دراستي الثانوية أخيرا !
إنني أريد الالتحاق بالجامعة ، ألا أن القصف الجوي الذي تعرضنا له مؤخرا دمر مبنى الجامعة التي كنت أريدها
كما دمّر جزءا من المصنع الذي يملكه والدي
أوضاع بلدنا في تدهور ، و الحرب منذ أن اندلعت قبل عامين تقريبا لم تتوقف ...
مستوانا المادي تراجع نتيجة لهذه الأحداث .
الدراسة تعني لي الكثير الكثير ، خصوصا بعدما حدث ...
إنها أحد أحلام حياتي ...
ما أكثر الأحلام !

أتذكرون صندوق الأحلام الخاص برغد و الذي صنعته لها قبل ثلاث سنوات ؟
أضفت ُ إليه حلما جديدا يقول :

( أريد أن أصبح رجل أعمال ضخم ! ) !

اعتقد أن الأمور الإدارية تليق بي كثيرا !

وجدت فرصة هبطت علي ّ من السماء لأبتعث للدراسة في الخارج ، شرط أن أجتاز أحد امتحانات القبول ، و الذي سأجريه بعد الغد

و ما أقرب بعد الغد !

إن مصيري و مستقبلي معلّق بذلك اليوم ...

إنني قد عدت لقراءة بعض المواضيع من المواد الدراسية المختلفة استعداد له

ادعوا لي بالتوفيق !

في الوقت الراهن أنا بدون شاغل ، أو لنقل ... عاطل عن المستقبل !

خلال السنوات الثلاث الماضية ازداد طولي وحجمي كثيرا و أصبحت عملاقا و ضخما !

تعديت طول والدي و أصبحت أشعر ببعض الخجل كلما وقفت إلى جانبه !

أما صغيرتي المدللة ، فلم تتغير كثيرا !

لا تزال نحيلة و صغيرة الحجم ، كثيرة المطالب ، و شديدة التدلل !

و المنافسة بينها و بين دانة حتى على الأشياء البسيطة لا تزال قائمة !

و اعتقد أنكم تتوقعون أنني ...

لازلت مهووسا بها كما السابق ، بل و أكثر ...

وصلت الآن إلى بوابة المدرسة الابتدائية ، و ها أنا أرى الفتاتين تقبلان نحو السيارة !

و راقبوا ما سيحصل !

تتسابق الاثنتان نحو الباب الأمامي ...

تصل إحداهما قبل الأخرى بجزء من الثانية

تحاول كل واحدة فتح الباب و الجلوس في المقعد المجاور لي

تتنازعان

تتشاجران

تحتكمان إلي !


" وليد ! أنا وصلت قبلها "

" بل أنا يا وليد ... أليس كذلك ؟ "

" وليد قل لها أن تبتعد عني "

" أنا من وصل أولا ! دعها تركب خلفك وليد "

" كفى ! "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
EmO GiRl
عضو نشط
عضو نشط
EmO GiRl


عدد المساهمات : 738
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن _ عمان

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2009 11:47 pm

كل يوم تتكرر نفس القصة ! و الآن علي ّ أن أضع جدولا مقسما فيما بينهما !

" حسنا ... من التي كانت تجلس قربي يوم أمس ؟ "


أجابت دانة :

" أنا "

قلت :

" إذن ، اليوم تجلس رغد و غدا دانة و هكذا ! اتفقنا ؟؟ "


و بزهو و نشوة الانتصار ، ركبت السيدة رغد و جلست على الكرسي الأمامي بجانبي !

فيما ترمق دانة بنظرات ( التحسير ) !

كم سأفتقد هاتين المشاكاستين !

" وليد تعلمنا درسا صعبا في ( الرياضيات ) أريدك أن تساعدني في حل التمارين "

" حسنا رغد "

" و أنا أيضا أريدك أن تساعدني في تمارين القواعد "

" حسنا دانة ! "

قالت رغد بسرعة :

" لكن أنا أولا فأنا سألتك أولا "

قالت دانة :

" درسي أنا أصعب . أنا أولا يا وليد "

أنا أولا ... أنا أولا ... أنا أولا ...

ويلي من هاتين الفتاتين !

كلا ! لن أفتقدهما أبدا !

كنت معتادا على تعليم الفتاتين في أحيان كثيرة ، خصوصا بعد تخرجي من المدرسة ...

مواقف كثيرة ، و كثيرة جدا ، هي التي حصلت خلال السنوات الماضية و لكنني اختصرت لكم

قدر الإمكان ...

حينما وصلنا إلى البيت ، بالتحديد عندما هممت بإدخال المفتاح في الباب لفتحه ، بدأت منافسة جديدة ...

" أعطني المفتاح أنا سأفتحه "

" لا لا ، أنا سأفتحه وليد "

" لا تقلديني ! "

" أنت لا تقلديني "

و احتدم النزاع !

أوليت الباب ظهري و وقفت بين الفتاتين و عبست في وجهيهما !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
EmO GiRl
عضو نشط
عضو نشط
EmO GiRl


عدد المساهمات : 738
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن _ عمان

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2009 11:52 pm

كل يوم تتكرر نفس القصة ! و الآن علي ّ أن أضع جدولا مقسما فيما بينهما !

" حسنا ... من التي كانت تجلس قربي يوم أمس ؟ "


أجابت دانة :

" أنا "

قلت :

" إذن ، اليوم تجلس رغد و غدا دانة و هكذا ! اتفقنا ؟؟ "


و بزهو و نشوة الانتصار ، ركبت السيدة رغد و جلست على الكرسي الأمامي بجانبي !

فيما ترمق دانة بنظرات ( التحسير ) !

كم سأفتقد هاتين المشاكاستين !

" وليد تعلمنا درسا صعبا في ( الرياضيات ) أريدك أن تساعدني في حل التمارين "

" حسنا رغد "

" و أنا أيضا أريدك أن تساعدني في تمارين القواعد "

" حسنا دانة ! "

قالت رغد بسرعة :

" لكن أنا أولا فأنا سألتك أولا "

قالت دانة :

" درسي أنا أصعب . أنا أولا يا وليد "

أنا أولا ... أنا أولا ... أنا أولا ...

ويلي من هاتين الفتاتين !

كلا ! لن أفتقدهما أبدا !

كنت معتادا على تعليم الفتاتين في أحيان كثيرة ، خصوصا بعد تخرجي من المدرسة ...

مواقف كثيرة ، و كثيرة جدا ، هي التي حصلت خلال السنوات الماضية و لكنني اختصرت لكم

قدر الإمكان ...

حينما وصلنا إلى البيت ، بالتحديد عندما هممت بإدخال المفتاح في الباب لفتحه ، بدأت منافسة جديدة ...

" أعطني المفتاح أنا سأفتحه "

" لا لا ، أنا سأفتحه وليد "

" لا تقلديني ! "

" أنت لا تقلديني "

و احتدم النزاع !

أوليت الباب ظهري و وقفت بين الفتاتين و عبست في وجهيهما !

قلت بحدة :

" أنا من سيفتح الباب و إن سمعتكما تتجادلان على هذا المفتاح ثانية فتحت رأسيكما و أفرغت ما بهما "

المفروض أن نبرتي كانت حادة و مهددة ، و تثير الخوف ! إلا أن رغد أخذت تضحك ببساطة !

التفت إليها و قلت :

" لم الضحك ؟؟ "

قالت و هي تقهقه :

" لن تجد شيئا في رأس دانة من الداخل ! "

قالت دانة :

" بل أنت الجوفاء الرأس ! أتعلمين ماذا سيجد وليد في رأسك ؟ "

رغد :

" ماذا ؟ "

دانة :

" البطاطا المقلية التي تلتهمينها بشراهة كل يوم ! "

رغد ـ و هي تضحك بمرح ـ

" و أنت الفاصولياء التي أكلتها البارحة "

و تبادلت الاثنتان مجموعة من الأكلات و الأطباق المفضلة في رأسي بعضهما البعض حتى أصابتاني بالصداع و التخمة !!

قلت :

" يكفي ! إنني من سيفتح رأسي أنا حتى ارمي بكما إلى الخارج منه "

و استدرت ، و فتحت الباب ، فأسرعت دانة بالدخول لتسبق رغد ، بينما سارت رغد ببطء و انتظرتني حتى دخلت ، ثم أقفلت الباب ...

" وليد ! "

التفت إليها و أنا ممتلئ ما يكفي و يزيد من سخافاتهما ، و قلت بتنهد :

" ماذا بعد ؟؟ "

قالت :

" أنا لا أريد أن أخرج من رأسك "

اندهشت ! نظرت إليها باستغراب ، و قلت :

" عفوا ؟؟ ! "

رددت :

" أنا لا أريد أن أخرج من رأسك "

" و لماذا ؟؟ "

ابتسمت بخبث و قالت :

" لكي أستطيع رؤية الناس من الأعلى فأنت طويــــــــــــــــــــــــــــل "


ابتسمت لها بهدوء ، ثم فجأة ، مددت يدي نحوها و رفعتها عن الأرض على حين غفلة منها إلى الأعلى عند رأسي و أنا أقول :

" هكذا ؟؟ "

رغد أخذت تضحك بسعادة و بهجة لا توصف !

أتذكرون كم كانت تعشق أن أحملها !؟
لا تزال كذلك !

دخلت المنزل ، ثم المطبخ و أنا لا أزال أحملها و هي تضحك بسرور ، ثم أجلستها على أحد المقاعد و ألقيت التحية على والدتي ، و التي كانت مشغولة بتجهيز أطباق المائدة

قالت أمي :

" رغد ، هيا اذهبي و أدي صلاتك ثم اجلسي عند مائدة الطعام "

قامت رغد ، و هي تنزع الحقيبة المدرسية عن ظهرها و تنظر إلى أمي و تقول :

" بطاطا مقلية ؟ "

" نعم ! حضرتها لأجلك "

و انطلقت رغد فرحة ، و غادرت المطبخ .

للعلم ، فإن صغيرتي هذه تحب البطاطا المقلية كثيرا !

والدتي استمرت في عملها و حدثتني دون أن تنظر إلي :

" لم تعد صغيرة ! "

ركزت بصري عليها ، و قلت :

" رغد ؟ لقد كبرت قليلا ! "

" لم تعد صغيرة لتحملها على ذراعيك "


غيرت كلمات والدتي هذه مجرى ما فهمت ...

إذن ، فهي معترضة على حملي للصغيرة هكذا ...؟

" و لكن ... إنها مجرد طفلة صغيرة و خفيفة ! و هي تحب ذلك ... "

" إنها في الثامنة من العمر يا وليد ... "


جملة والدتي هذه ، جعلت شريط الذكريات يعرض فجأة في مخيلتي ...

تذكرت كيف حضرت إلى منزلنا قبل ست أو سبع سنين ... !

آه ... ( المخلوقة البكاءة ) !

يا للأيام ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
EmO GiRl
عضو نشط
عضو نشط
EmO GiRl


عدد المساهمات : 738
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن _ عمان

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2009 11:57 pm

كل يوم تتكرر نفس القصة ! و الآن علي ّ أن أضع جدولا مقسما فيما بينهما !

" حسنا ... من التي كانت تجلس قربي يوم أمس ؟ "


أجابت دانة :

" أنا "

قلت :

" إذن ، اليوم تجلس رغد و غدا دانة و هكذا ! اتفقنا ؟؟ "


و بزهو و نشوة الانتصار ، ركبت السيدة رغد و جلست على الكرسي الأمامي بجانبي !

فيما ترمق دانة بنظرات ( التحسير ) !

كم سأفتقد هاتين المشاكاستين !

" وليد تعلمنا درسا صعبا في ( الرياضيات ) أريدك أن تساعدني في حل التمارين "

" حسنا رغد "

" و أنا أيضا أريدك أن تساعدني في تمارين القواعد "

" حسنا دانة ! "

قالت رغد بسرعة :

" لكن أنا أولا فأنا سألتك أولا "

قالت دانة :

" درسي أنا أصعب . أنا أولا يا وليد "

أنا أولا ... أنا أولا ... أنا أولا ...

ويلي من هاتين الفتاتين !

كلا ! لن أفتقدهما أبدا !

كنت معتادا على تعليم الفتاتين في أحيان كثيرة ، خصوصا بعد تخرجي من المدرسة ...

مواقف كثيرة ، و كثيرة جدا ، هي التي حصلت خلال السنوات الماضية و لكنني اختصرت لكم

قدر الإمكان ...

حينما وصلنا إلى البيت ، بالتحديد عندما هممت بإدخال المفتاح في الباب لفتحه ، بدأت منافسة جديدة ...

" أعطني المفتاح أنا سأفتحه "

" لا لا ، أنا سأفتحه وليد "

" لا تقلديني ! "

" أنت لا تقلديني "

و احتدم النزاع !

أوليت الباب ظهري و وقفت بين الفتاتين و عبست في وجهيهما !

قلت بحدة :

" أنا من سيفتح الباب و إن سمعتكما تتجادلان على هذا المفتاح ثانية فتحت رأسيكما و أفرغت ما بهما "

المفروض أن نبرتي كانت حادة و مهددة ، و تثير الخوف ! إلا أن رغد أخذت تضحك ببساطة !

التفت إليها و قلت :

" لم الضحك ؟؟ "

قالت و هي تقهقه :

" لن تجد شيئا في رأس دانة من الداخل ! "

قالت دانة :

" بل أنت الجوفاء الرأس ! أتعلمين ماذا سيجد وليد في رأسك ؟ "

رغد :

" ماذا ؟ "

دانة :

" البطاطا المقلية التي تلتهمينها بشراهة كل يوم ! "

رغد ـ و هي تضحك بمرح ـ

" و أنت الفاصولياء التي أكلتها البارحة "

و تبادلت الاثنتان مجموعة من الأكلات و الأطباق المفضلة في رأسي بعضهما البعض حتى أصابتاني بالصداع و التخمة !!

قلت :

" يكفي ! إنني من سيفتح رأسي أنا حتى ارمي بكما إلى الخارج منه "

و استدرت ، و فتحت الباب ، فأسرعت دانة بالدخول لتسبق رغد ، بينما سارت رغد ببطء و انتظرتني حتى دخلت ، ثم أقفلت الباب ...

" وليد ! "

التفت إليها و أنا ممتلئ ما يكفي و يزيد من سخافاتهما ، و قلت بتنهد :

" ماذا بعد ؟؟ "

قالت :

" أنا لا أريد أن أخرج من رأسك "

اندهشت ! نظرت إليها باستغراب ، و قلت :

" عفوا ؟؟ ! "

رددت :

" أنا لا أريد أن أخرج من رأسك "

" و لماذا ؟؟ "

ابتسمت بخبث و قالت :

" لكي أستطيع رؤية الناس من الأعلى فأنت طويــــــــــــــــــــــــــــل "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
lord
عضو جديد
عضو جديد
lord


عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
العمر : 32

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 12, 2009 1:54 am

[b]الصراحة جهد رائع منكم اخواتي مايلي واختي سارة تشكران عليه ....
بانتضار ابداع اكثر ...... تحياتي لكم اخوكم مصطفى البياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
EmO GiRl
عضو نشط
عضو نشط
EmO GiRl


عدد المساهمات : 738
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن _ عمان

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 12, 2009 2:14 am

تكملة الحلقة الخامسة..............

يا للأيام ...

من كان ليصدق أنني ( ربيت ) رغد في جحري و أطعمتها بيدي و سرحت شعرها و نظفت أذنيها !
من جرّب أن يكون أما و أبا ليتيمة ، و هو طفل أو حتى مراهق لم يبلغ العشرين !
يا للذكريات !

في غرفتي لاحقا ، أخذت أقلب ألبوم الصور الذي يشمل أفراد عائلتي ...
صحيح ... لقد كبرت الصغيرة !
مر الوقت سريعا ...
و ها أنا مقدم على الجامعة ، و حين أسافر ... ... ...

توقفت عند هذا الحد ...
فأنا لا أستطيع التفكير فيما بعد ذلك
كيف لي أن أبتعد عن أهلي و وطني ...؟
كيف لي أن أتحمل الغربة و الوحدة ؟
كيف لصباح أن يطلع علي ، دون أن أحتسي شاي والدتي العطر ، و كيف لشمس أن تغرب دون أن أقرأ أخبار الصحف لوالدي ؟
كيف لعيني أن تغمضا دون أن أتمنى لأخوتي نوما هانئا ...
كيف لقلبي أن ينبض ... دون أن أحمل رغد على ذراعي ؟؟؟

إنني سأذهب لإجراء الامتحان بعد الغد و إذا ما اجتزته ، فسأغادر البلد خلال أسبوع أو أكثر بقليل

إنها أفكار تجعلني أشعر بخوف و توجّس ...
هل أقوى على ذلك ؟؟
لابد لي من ذلك ... فأحوالنا في تدهور و شهادتي الجامعية ستعني الكثير ...

المرشحون لهذا الامتحان قليلون ، و كانت فرصة ذهبية أن أضيف اسمي إليهم و أنا واثق من قدرتي على اجتيازه ، بإذن الله ...

قلبت الألبوم و أنا في حيرة ... أي صورة آخذها معي ؟؟
ثم وقع اختياري على صورة تضمنا جميعا ، تظهر فيها رغد متشبثة برجلي !
فيما ترتسم ابتسامة رائعة على وجهها الجميل ...

" هذه هي ! "

أخذت الصورة ، و صورة أخرى لرغد و هي تلوّن في أحد دفاترها ، و وضعتهما في محفظة جيبي .

في المساء ، ذهبت مع أخي سامر لأحد المتاجر لاقتناء بعض الأشياء ، و وقفنا عند حقائب السفر رغبة في شراء بعضها

فيما كنا هناك ، حضر مجموعة من الشبان ، كان عمّار فيما بينهم .

عمّار نجح بصعوبة ، و تخرج ـ رغم إهماله ـ من المدرسة الثانوية ، و اعتقد أن والده ذا النفوذ الكبير قد استطاع تدبير مقعد دراسي له في إحدى الجامعات ... بطريقة ( غير قانونية ! )

عندما رآني عمّار ، أقبل نحوي تسبقه ضحكته البغيضة ، و قال :

" يبدو أن وليد ينوي السفر أيها الأصحاب ! هل عثر والدك على كرسي جامعي شاغر لك !؟ أم أن حطام الجامعة قد حطّم قلبك يا مسكين ؟؟ "

و بدأ مجموعة الشبان بالضحك و القهقهة

أوليتهم ظهري فقال عمّار :

" لا تقلق ! سأطلب من والدي أن يساعدك في البحث عن جامعة ! أو ... ما رأيك بالعمل عندنا ! فمصنعنا لم يحترق ! سأوصي بك خيرا ! "

سامر لم يتحمّل هذه السخرية من ذلك اللئيم ، و ثار قائلا :

" لم يبق إلا أن يعمل الأعزة عند الأذلة المنحرفين ! "

صرخ عمّار قائلا :

" اخرس أيها الأعور القبيح ! من سمح لك بالتحدث ! ألا تخجل من وجهك المفزع ؟ "

و التفت إلى أصحابه و قال :

" اهربوا يا شباب ! الأعور الدجال ! "

سيل من اللكمات العنيفة وجهتها بلا توقف و لا شعور نحو كل ما وقعت قبضتي عليه من أجساد عمّار و أصحابه ...

لحظتها ، شعرت برغبة في فقء عينيه و سلخ جلده ...

أخي سامر نال منهم أيضا

و احتدّ العراك و تدخّل من تدخل ، و فر من فر ، و انتهى الأمر بنا تدخل من قبل الشرطة !

في تلك الليلة و للمرة الأولى منذ الحادثة المشؤومة ، سمعت صوت بكاء أخي خلسة .

عندما أصيب بالحرق ، كان لا يزال طفلا في الحادية عشرة من العمر ... ربما لم يكن شكله يشغل تفكيره و اهتمامه بمعنى الكلمة ، أما الآن ... و هو فتى بالغ أعمق تفكيرا ، فإن الأمر اختلف كثيرا ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
EmO GiRl
عضو نشط
عضو نشط
EmO GiRl


عدد المساهمات : 738
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن _ عمان

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 12, 2009 2:19 am

ليلتها ، قال أنه يريد أن يخضع لعملية تجميل جديدة ...
لكن أوضاعنا المادية في الوقت الحالي ، لا تسمح بذلك ....

عندما أحصل على شهادتي الجامعية ... و أعمل و أكاسب المال ، فسوف أعرضه على أمهر جراحي التجميل ، ليعيده كما كان ...

فقط عندما أحصل على شهادتي ...

في اليوم التالي ، وجدت سيارتي مليئة بالخدوش المشوهة !

" إنه عمّار الوغد ! تبا له ! "

أوصلت أخوتي للمدرسة ، و شغلت نفسي ذلك الصباح بمزيد من الإعدادات للسفر المرتقب !

امتحاني سيكون يوم الغد ... لذا ، قضيت معظم الوقت في قراءة مواضيع شتى من كتبي الدراسية السابقة ...

و كلما قلبت صفحة جديدة من الكتاب ، قلبت صفحة من ألبوم الصور ...
كيف أستطيع فراق أهلي ...؟
كيف أبتعد عن رغد ؟
إنني أشعر بالضيق إذا ما مضت بضع ساعات دون أن أراها و أداعبها ... و أنزعج كلما باتت في بيت خالتها بعيدا عني ...

فيما أنا منهمك في أفكاري و قراءتي ، جاءتني رغد ... !

طرقت الباب ، ثم دخلت الغرفة ببطء ، تاركة الباب نصف مفتوح ...

" وليد ... لدي تمرين صعب ... ساعدني بحله "

لم يكن هناك شيء أحب إلي من تعليم صغيرتي ، ألا أنني يومها كنت مشغولا ... لذا قلت :

" اطلبي من والدتي أو سامر مساعدتك ، فأنا أريد أن أذاكر ! "

لم تتحرك من مكانها !
نظرت إليها مستغربا و قلت :

" هيا رغد ! أنا آسف لا أستطيع مساعدتك اليوم ! "

و بقيت واقفة في مكانها ...
إذن فهناك شيء ما !
حفظت هذا الأسلوب !

تركت الكتاب من بين يدي و نهضت ، و قدمت إليها و جثوت على ركبتي أمامها :

" رغد ... ما بك ؟ "

تقوس فمها للأسفل في حزن مفاجئ و قالت :

" هل صحيح أنك ستسافر بعيدا ؟ "

فاجأني سؤالها ، إنني لم أكن أتحدث عن أمر السفر معها ، فالحديث سابق لأوانه ...

قلت مازحا :

" نعم يا رغد ! إلى مكان بعيد لا يوجد فيه رغد و لا دانة و لا شجار ! و سأترك رأسي هنا ! "

لم يبد ُ أنها فهمت مزاحي أو تقبلته ، إذ أن تقوس فمها الصغير قد ازداد و بدأت عيناها تحمرّان

قالت :

" و هل ستأخذني معك ؟ "

هنا ... عضضت على شفتي و جاء دور فمي أنا ليتقوس حزنا ...
طردت الموجة الحزينة التي اعترتني

و قلت :

" من أخبرك بأنني سأسافر ؟؟ "

" سمعت والداي يتحدثان بهذا "

مسحت على رأسها و قلت :

" سأسافر فترة مؤقتة لأدرس ثم أعود "

" و أنا ؟؟ "

" ستبقين مع الجميع و حالما أنهي دراستي سأعود و آخذك إلى أي مكان في العالم ! "

" لا أريدك أن تذهب وليد ! من الذي سيحبني كثيرا مثلك إذا ذهبت ؟ "

شعرت بخنجر يغرس في صدري ...

رغد ... أيتها الفتاة الصغيرة ... التي تربعت في كل خلايا جسمي ، ألا تعلمين ما يعنيه فراقك بالنسبة لي !؟؟
لا أعرف إن كانت قد أحست بالطعنة التي مزقت قلبي أم أنني أهوّل الأمر ، ألا أن دموعها سالت ببطء من مقلتيها ...

دموع أميرتي التي تزلزل كياني ...
مددت يدي و مسحت دموعها و أنا أحاول الابتسام :

" رغد ! عزيزتي ... لا يزال معك دانة و سامر ... و أمي و أبي ... و نهلة و حسام و سارة ( و سارة هي الابنة الثانية لأم حسام ) مع أمهم ! و كل صديقاتك ! لن تكوني وحيدة ! أنا فقط من سيكون وحيدا ! "

قالت بسرعة :

" خذني معك ! "

ضغطت على قبضتي ، و قلت :

" يا ليت ! لا يمكنني ... صغيرتي ! لكنني عندما أعود ... "

و لم أكمل جملتي ، رمت رغد بكتابها جانبا و قاطعتني بسيل من الضربات الخفيفة الموجهة إلى صدري ...

إلى قلبي ...

إلى روحي ...

إلى كل عصب حي في جسدي ...

و شريان نابض ...

" لا تذهب ... لا تذهب ... لا تذهب ... "

" رغد ... "

" أنت قلت أنك ستعتني بي كل يوم و دائما ! لا تذهب ... لا ... لا ... لا .. "

و أخذت تبكي بعمق ...

و كلما حاولت المسح على رأسها أبعدت يدي و ضربت صدري استنكارا ...

ضرباتها لم تكن موجعة ، لو أنني لم أكن مصابا ببعض الكدمات و الرضوض في صدري ، أثر عراكي الأخير مع عمّار و أصحابه ...
شعرت بالألم ، و لكنني لم أحرك ساكنا ...
تركت لها حرية التعبير عن مشاعرها قدر ما تشاء ...
لم أوقفها ... لم أبعدها ... لم أنطق بكلمة بعد ...
إنها رغد التي تربت في حضني ... و عانقت ذات الصدر الذي تضربه الآن ...
ليتهم لم يحرقوا الجامعة ...
ليتهم لم يحرقوا المصنع ...
ليتهم أحرقوا شيئا آخر ...
ليتهم أحرقوا عمّار !

و يبدو أن صوت رغد قد وصل إلى مسامع والدي فجاء إلى غرفتي و وقف عند فتحة الباب ...

عندما رأى ولدي رغد تضربني ، غضب من تصرفها و بصوت حاد قال ، و هو واقف عند الباب :

" رغد ... توقفي عن هذا "

رغد رفعت رأسها و نظرت إلى والدي ، ثم قالت :

" لا تدعه يذهب "

إلا أن أبي قال بحدة :

" خذي كتابك و عودي إلى أمك ، و دعي وليد يدرس "

لم تتحرك رغد من مكانها ، فرفع والدي صوته بغضب و قال :

" ألم تسمعي ؟ اذهبي إلى أمك و كوني فتاة عاقلة "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
EmO GiRl
عضو نشط
عضو نشط
EmO GiRl


عدد المساهمات : 738
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن _ عمان

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 12, 2009 2:20 am

رغد التقطت كتابها من على الأرض ، و خرجت من الغرفة

أما قلبي أنا فكان يعتصر ألما ...

بعدها ، قلت لأبي :

" لماذا يا أبي ؟ إنها ستظل تبكي لساعات ! جاءت تطلب مني تعليمها "

والدي قال بغضب :

" لقد كانت والدتك تعلّمها ، و حين جيء بذكر سفرك ، حملت كتابها و أتت إليك ، نهيناها فلم تطع "

قلت مستاءا :

" لكنك صرفتها بقسوة يا أبي "

لم تعجب جملتي والدي فقال :

" أنت تدللها أكثر من اللازم يا وليد ... يجب أن تعلمها أن تحترمك لا أن ترفع يدها عليك هكذا ، تصرف سيئ "

" لكني لا أستاء من ذلك يا أبي ... إنها مجرد طفلة ، كما أنني أتضايق كثيرا إذا أساء أحد إليها ، والدي ... أرجوكم لا تقسوا عليها بعد غيابي ... "

من يدري ماذا يحدث ؟ بعد أن أغيب ...؟
هل سيسيء أحد إلى طفلتي ؟؟
إنني لا أقبل عليها كلمة واحدة ...
ليتني أستطيع أخذها معي !

انتظرت حتى انصرف والدي من المنزل ، ثم فتشت عن رغد ، فوجدها في غرفتها ... و كما توقعت ، كانت غارقة في الدموع ...

أقبلت إليها و ناديتها :

" رغد يا صغيرتي ... "

رفعت رأسها إلي ، فرأيت العالم المظلم من خلال عينيها البريئتين ...
اقتربت منها و طوّقتها بذراعي ، و قلت ...

" لا تبكي يا عزيزتي فدموعك غالية جدا ... "

قالت :

" لا تذهب ... وليد ... "

قلت :

" لا بد أن أذهب ... فسفري مهم جدا ... "

" و أنا مهمة جدا "

" طبعا أميرتي ! أهم من في الدنيا ! "

أمسكت بيدي في رجاء و قالت :

" إذا كنت تحبني مثلما أحبك فلا تسافر "

في لحظة جنون ، كنت مستعدا للتخلي عن أي شيء ، في سبيل هذه الفتاة ...
و بدأت أفكار التخلي عن حلم الدراسة تنمو في رأسي تلك اللحظة ...
ليتني ... أيا ليتني استمعت إليها ...
يا ليتني فقدت عقلي و جننت لحظتها بالفعل ...
لكنني للأسف ... بقيت متشبثا بحلمي الجميل ....

" عزيزتي ، سأكون قريبا ... اتصلي بي كل يوم و أخبريني عن كل أمورك ! و إذا تشاجرت معك دانة فأبلغيني حتى أعاقبها حين أعود ! "

نظرت إلي نظرة سأضيفها إلى رصيد النظرات التي لن أنساها ما حييت ...
ما حييت يا رغد لن أنسى هذه اللحظة ...

" وليد ... خذلتني ... لم أعد أحبك "



رغد لم تكلمني طوال الصباح التالي ، بل و لم تنظر إلي ...
كانت حزينة و قد غابت ضحكتها الجميلة و مرحها الذي يملأ الأجواء حياة و حيوية ...
الجميع لاحظ ذلك ، و استنتجوا أنه بسبب موضوع سفري و غضب والدي منها يوم الأمس ...
و كالعادة ، أوصلت سامر إلى مدرسته ، ثم دانة و رغد ....
وهي تسير مبتعدة عن السيارة و متجهة نحو مدخل المدرسة ، كانت رغد مطأطئة الرأس متباطئة الخطى
جعلت أراقبها قليلا ، فألقت علي نظرة حزينة كئيبة لم أتحمل رؤيتها فابتعدت قاصدا المكان الذي سأجري فيه اختباري المصيري ...

المشوار إلى هناك يستغرق قرابة الساعة ، و كنت ألقي بنظرة على الساعة بين الفينة و الأخرى خشية التأخر

أعرف أنها فرصة العمر و أي تأخير مني قد يضيعها ...

حينما أوشكت على الوصول ، وردتني مكاملة هاتفية عبر هاتفي المحمول من صديقي ( سيف ) يتأكد من وشوكي على الوصول . و سيف هذا هو أقرب أصحابي ، و هو مرشح معي أيضا لدخول الامتحان .
بعد دقيقة ، عاد هاتفي يرن من جديد ...
كان رقما مجهولا !

" مرحبا ! لابد أنك وليد ! "

بدا صوتا غير معروف ، سألته :

" من أنت ؟؟ "

قال :

" يا لذاكرتك الضعيفة يا مسكين ! يبدو أن الضرب الذي تلقيته من قبضتي قد أودى بقدراتك العقلية ! "

الآن استطعت تمييز المتحدث ... إنه عمّار !


" عمّار ؟؟؟ !"

" أحسنت ! هكذا تعجبني ! "

استأت ، كيف حصل على رقم هاتفي الخاص و ما الذي يريده مني ؟

" ماذا تريد ؟ "

" انتبه و أنت تقود ! أخشى أن تصاب بمكروه ! "

" أجب ماذا تريد ؟؟ "

ضحك ذات الضحكة الكريهة و قال :

" لا شك أنك في طريقك للامتحان ! أليس كذلك ! إن الوقت سيستغرق منك أقل من ساعتين فيما لو قررت الذهاب إلى المطار ! "

ضقت ذرعا به ، قلت :

" هل لي أن أعرف سبب اتصالك ؟ فإما أن تقول ماذا أو أنه ِ المكالمة "

" رويدك يا صديقي ! سأمهلك ساعتين فقط ، حتى تمثل أمامي و تعتذر قبل أن أسافر بهذه الصغيرة بأي طائرة ، إلى الجحيم ! "

بعدها سمعت صرخة جعلت جسدي ينتفض فجأة و يدي ترتعشان ، و المقود يفلت من بينهما ، و السيارة تنحرف عن حط مسيرها ، حتى كدت أصطدم بما كان أمامي لو لم تتدخل العناية الربانية لإنقاذي ....

" وليد ... تعال ... "

لقد كان صوت رغد ....

جن جنوني ...

فقدت كل معنى للقدرة على السيطرة يمكن أن يمتلكه أي إنسان ... مهما ضعف

صرخت :

" رغد ! أهذه أنت رغد ؟؟ أجيبي "

فجاء صوت صراخها و بكاؤها الذي أحفظه جيدا يؤكد أن أذني لا زالتا تعملان بشكل جيد ...

" رغد أين أنت ؟ رغد ردي علي ّ "

فرد عمّار قائلا :

" تجدنا في طريق المطار ! لا تتأخر فطائرتي ستقلع بعد ساعتين ... إلا إن كنت لا تمانع في أن أصطحب شقيقتك معي !؟ "

صرخت :

" أيها الوغد أقسم إن أذيتها لأقتلنك ... لأقتلنك يا جبان "

ضحك ، و قال :

" لا تتأخر عزيزي و لا تثر غضبي ! تذكر ... طريق المطار "

ثم أنهى المكالمة ...

استدرت بسيارتي بجنون ، و انطلقت بالسرعة القصوى متجها نحو المطار ...

لم أكن أرى الطريق أمامي ، الشوارع و السيارات و الإشارات ... اجتزتها كلها دون أن أرى شيئا منها

لم أكن أرى سوى رغد

و أتذكر كيف كانت تنظر إلي قبل ساعة ...

ثم أتخيلها في مكان بين يدي عمّار

لم أعرف كيف أربط بين الأحداث أو أفكر في كيفية حدوث أي شيء ...

أريد أن أصل فقط إلى حيث رغد

لا أعرف كم الوقت استغرقت ...

شهر ؟

سنة ؟

قرن ؟

بدا طويلا جدا لا نهاية له ...

و سرت كقارب تائه في قلب المحيط ...

أو شهب منطلق في فضاء الكون ...

لا يعرف إلى أين ...

و متى

و كيف سيصل ...

و بم سيصطدم ...

أخذت هاتفي و اتصلت برقم عمّار الظاهر لدي ، أجاب مباشرة :

" لقد انقضت عشرون دقيقة ! أسرع فشقيقتك ترتجف خوفا ! "

" إياك أن تؤذها ... و إلا ... "

" سأفعل إن تأخرت ! "

" أيها الـ ... ... ... دعني أتحدث إليها "

جاءني صوتها الباكي المذعور :

" وليد لا تتركني هنا "

" رغد ... عزيزتي أنا قادم الآن ... لا تخافي صغيرتي أنا قادم "

" أنا خائفة وليد تعال بسرعة أرجوك ... آه ... أرجوك ... "

أي عقل تبقى لي ؟؟

لماذا لا تتحرك هذه السيارة اللعينة ؟

لماذا لم اشتر صاروخا لمثل هذه الظروف ؟

لماذا لم تحترق في الحرب يا عمّار ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
EmO GiRl
عضو نشط
عضو نشط
EmO GiRl


عدد المساهمات : 738
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن _ عمان

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 12, 2009 2:23 am

ألف لعنة و لعنة عليك أيها الجبان ... ويل لك مني ..

بعد ساعة و نصف ، و فيما أنا منطلق كالبرق على الشارع المؤدي إلى المطار ، إذا بي ألمح سيارة تقف جانبا ، و يقف عندها رجل

و أنا أقترب توضح لي أنه عمّار

بسرعة ، أوقفت سيارتي خلف سيارته مباشرة و نزلت منها كالقذيفة و ركضت نحوه ، في الوقت الذي فتح هو في الباب ، و أخرج رغد من السيارة ...
جاءت رغد تركض نحوي فالتقطتها و رفعتها عن الأرض و أطبقت بذراعي حولها بقوة ...

" رغد ... رغد صغيرتي ... أنا هنا ... أنا هنا عزيزتي "

رغد كانت تحاول أن تتكلم لكنها لم تستطع من شدة الذعر ...

كانت ترتجف بين يدي ارتجاف الزلزال المدمر ... كانت تحاول النطق باسمي لكن لم تستطع النطق بأكثر من

" و ... و ... و "

انهمرت دموعي كالشلال و أنا أضغط عليها و هي تضغط علي و تتشبث بي بقوة و أشعر بأصابعها تكاد تخترق جسدي فيما ترفع رجليها للأعلى كأنما تتسلقني خشية أن تلامس رجلها الأرض و تفقدها الأمان ...

" أنا معك عزيزتي لا تخافي ... معك يا طفلتي معك ... "

حاولت أن أبعد رأسها قليلا عني حتى أتمكن من رؤية عينيها و إشعارها بالأمان ، لكنها بدأت بالصراخ و تشبثت بي بقوة أكبر و أكبر كأنها تريد أن تدخل بداخلي ...
انتظرونا في الحلقة السادسة من مسلسل ............(انت لي)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معن ابوعيشة
عضو متميز النشاط
عضو متميز النشاط
معن ابوعيشة


عدد المساهمات : 3489
تاريخ التسجيل : 03/07/2009
العمر : 50
الموقع : تلفيت - نابلس

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 12, 2009 5:03 am

شكرا ساره ومايلي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://telfeet.hooxs.com
sarah reshard
عضو نشط جدا
عضو نشط جدا
sarah reshard


عدد المساهمات : 1853
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 12, 2009 9:38 am

يا عيني عليكي مايلي .... تسلميلي على جهدك...... مشكووورين اخواني مصطفى ومعن على مروركم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sarah reshard
عضو نشط جدا
عضو نشط جدا
sarah reshard


عدد المساهمات : 1853
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
العمر : 30
الموقع : الاردن

(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة   (( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة - صفحة 2 Emptyالإثنين ديسمبر 14, 2009 4:50 am

الحلقةالسادسة
~ لا ترحل ~
*******
وقفت جامدا في مكاني ، و أنا أراقب عمّار يترنح ، ثم يهوي ، و تسكن حركاته ...
كان دوي الطائرة يزلزل طلبتي أذني ... دققت النظر إليه ... لم يحرّك ساكنا
رفعت قدمي بصعوبة و حثثتها على السير نحو عمّار
بصعوبة وصلت قربه فرأيت عينيه مفتوحتين ، و الدماء تسيل من أنفه ، و صدره
ساكنا عن أية أنفاس ...
أدركت ... أنه مات ... و إنني أنا ... من قتله
استدرت للخلف و عيناي تفتشان عن رغد ...
صغيرتي الحبيبة ...
مدللتي الغالية ...
مهجة قلبي ...
رأيتها تقف بذعر عند سيارتي ، و تنظر إلي و دموعها تنهمر بغزارة ، فيما يستلقي
حزامها القماشي على الرمال الناعمة بكل هدوء ...
بتثاقل و بطء ، بانهيار و ضعف شديدين ، سرت باتجاهها ...
نفذ كل ما كان في جسدي من طاقة ، فكأنما كنت أعمل على بطارية انتزعت مني
و تركتني بلا طاقة و لا حراك ...
في منتصف الطريق ، انهرت ...
خررت على الأرض كما تخر قطعة قماش كانت متدلية كالستار المثبت إلى الحائط
و ارتطمت ركبتاي بالرمال ... و هبطت أنظاري برأسي نحو الأرض ...
رفعت رأسي بصعوبة و نظرت إلى رغد ، و هي لا تزال واقفة في نفس الموضع و الوضع ...
بصعوبة فتحت ذراعي قليلا ، و قلت بصوت مخنوق خرج من رئتي :
" تعالي ... "
رغد نظرت إلي دون أن تتحرك ، فعدت أقول :
" تعالي ... رغد "
الآن ، أقبلت نحوي بسرعة ، و بقوة ارتمت في حضني و كادت تلقيني أرضا ...
طوّقتني بذراعيها بقوة ، و حين حاولت تطويقها أنا عجزت إلا عن رممي ذراعي
المنهارتين حولها بضعف
بكيت كثيرا ... و كثيرا جدا ...
لما ضاع ... و لما انتهى ..
و لما هو آت و محتوم ...
بقينا على هذا الوضع بضع دقائق ، لا أقوى على قول أو فعل شيء ... و السكون التام يسيطر على الأجواء ...
كان طريقا بريا موحشا ، و لم تمر بنا أية سيارة حتى الآن ...
استعدت من القوة ما أمكنني من تحريك يدي قليلا ، فجعلت أمسح على رأس طفلتي و أنا أقول بحرقة و مرارة :
" سامحيني يا رغد ... سامحيني ... "
رغد استردت أنفاسها التائهة ، و قالت و وجهها لا يزال مغمورا في صدري :
" دعنا نعود للبيت "
أبعدت رأسها قليلا عني و سمحت لأعيينا باللقاء ... و أي لقاء ؟؟
لقاء مبلل بسيول عارمة من الدموع الدامية
لم يجد لساني ما يستطيع النطق به ...
حاولت النهوض أخيرا ، و ذراعاي تجاهدان من أجل حمل الصغيرة ، ففشل
أطلقت صيحة حسرة و ألم مريرة تمنيت لو أنها زلزلت الكون كله ، و حطمت كل الأجرام و الكواكب و من عليها ... و محت الدنيا من الوجود ...
و طفلتي الصغيرة تبكي على صدري مذعورة فزعة ... و عدوّي الوغد جثة هامدة تقطر دما ... و حلمي الكبير قد ضاع و تلاشى كغبار عصفت به ريح غادرة ...

__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(( أنت لي ؟!)).... وووووووووعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــنــتــدى تـلــفــيـــت :: الأقسام العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: