يعز علينا أن يأتي العيد بلا هم سمة له .. يقولون العيد فرحة .... فأي فرحة في العيد هذه... الفرحة ببكاء الأطفال أم بكاء الأطفال اليتامى أم هي فرحة النساء الثكالى .. أم فرحة المسنون والشيوخ يبكون فراق الحبيب .. ابنهم الحبيب... أم هي فرحة الأسرة التي يقبع عميدها في الأسر وسجون الظلم والاحتلال ...
انه ليحزنني أن اكتب هذه الحروف اللون الأسود في يوم لباسنا فيه هو الأبيض... لكنه هذا العام هو لباس يعكاس صورة الحصار الظالم وتكالب الأعداء وتوحدهم ضدنا.. ضد فرحتنا ، ضد الشعب الفلسطيني كله دونما استثناء ..
غاية من الحزن والأسى والألم يعود العيد ليجدها تتربص في أزقة القدس والأقصى محاصر مهدد.. مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت وطأة يهود وبأيدي أحفاد القردة والخنازير .. ومليار مسلم في سبات عميق .. وكأنهم في كوكب آخر .. وكأنهم لا يهمهم ثالث مسجدهم التي تشد إليها الرحال...
يعز علينا ويسوءنا ويحزننا ويدمعنا أن يمر بنا هذا العيد و فلسطين لازالت تحت الاحتلال مسلوبة جريحة في قبضة غاصب ظالم حاقد يقتل ويدمر ويقصف بلا أي رحمة أو استثناء ... إنها الحرب علينا .. فأي عيد في حرب يأتينا ...أي عيد يأتينا في قلب حصار وخذلان حكام المسلمين في كل مكان...
يعز علينا أن عاصمة الخلافة الإسلامية وعراق العرب والإسلام .. محتلة مغتصبة....
يعز علينا أن يأتي العيد ورسولنا يشتم ويسب ويمارس الغرب الحاقد بقيادة بابا الفاتيكان ورعاع القوم عندهم .. يمارسون طقوس الحقد الأسود بالاستهزاز برسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أي عيد هذا الذي في بلادنا ...يعز علينا أن يعود علينا العيد والأرامل والأيتام والعجزة
في الأراضي المحتلة في غزة والضفة لا يجدون من يواسيهم ويخفف عنهم ويسليهم
أي عيد هذا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي
أي عيد هذا ونحن قد فقدنا رموزا من قادة شعبنا الفلسطيني
أي عيد هذا و الألوف من الشهداء يسقطون في فلسطين وفي العراق الشقيق
كل أبناء الشعب الفلسطيني يعانون وتزداد المعاناة يوم بعد يوم
.. ويشتد الحصار .... و جرافات الجيش الإسرائيلي إلى هذه اللحظة تمارس طغيانها وأسلوبها الممنهج في اقتلاع الأشجار والمزروعات، وجرف البيوت والمصانع، و الدبابات تقصف المواقع والبيوت الفلسطينية بنيرانها الحارقة. وتعيد احتلال الأرض والإنسان.. ويرتقي الشهداء و يعاني الجرحى والأسرى في ازدياد....
أي عيد في الضفة الغربية .... حيث يقف الجنود الإسرائيليون على حواجز تمنع التنقل بين مدينة وقرية قريبة منها، وبين مدينة وأخرى، ونحتاج لكي ننتقل مسافة اقل من عشرة كيلو مترات، استعمال أكثر من وسيلة نقل، وأصبح الطريق الذي كان يقطع في نصف ساعة، يحتاج إلى أكثر من ثلاث ساعات.
خلاصة الحديث الذي يطول ويطول :
لم يدخل العيد لآلاف البيوت، التي اكتست بالحزن الذي عمَّ البيوت الفلسطينية كلها. ولم تبتسم الوجوه الحزينة، ولم تأت يا عيد، كما تمنيناك في أعياد سابقة. فقد تدمر الوضع الاقتصادي الفلسطيني، وازدادت أعداد العاطلين عن العمل في كل مدينة وقرية فلسطينية، كما شحت الموارد... ويعاني الموظفون من عدم وجود سيولة معهم يواصلون بهم حياتهم الطبيعية جراء الحصار الظالم لفلسطين ومحاربة الإسلام العظيم .
كل عام وفلسطين بألف خير . هذا ما نقوله جميعا
يجب أن نعلن أن في فلسطين عيد لأنه التحدي الكبير لغطرسة القوة والنار. وتصميمنا على النصر، خبز حياتنا، وماء أيامنا.
لن نستسلم، لان أهدافنا هي مصدر قوتنا، وسنظل كما كنا
نموت واقفين ولا نركع، ونجوع ونعطش ونتحدى، ونتمزق ونعرى، فنتدفأ بشمس فلسطين.
نجوع ونجوع ولن نركع ..
وكما كما كان دائما يرددها القائد الشهيد الرمز أبو عمار
" يا جبل ما يهزك ريح "
.
يا عيد قد أتيت ورحلت، نقول لك وداعا، سننتظرك في العام القادم، علك تأتي إلينا بجديد سعيد فنحن شعب نريد الحياة، ونعشق السلام، ونكره العذاب ونحارب الاحتلال. نحن شعب نريد الاستقلال في وطننا
عيد، بأي حالٍ عدتَ يا عيد
أعدت لتفرحني أم لتذكّر بغياب الحبيب
أصوات الأسرى تنادينا بشكل دائم:
سنعود يا أماه..أختاه، للوطن ******** رغم الشقاء وقسوة الزمن
رغم الليالي العابثــــــــات بنا ******* والجوع والتشريد والمحن
الله تعالى منحنا القوة والإيمان والقدرة على التحمل, ويجب ألا نخذله وألا نشعر بالضعف أو الإحباط، لأن هذا يرفع من معنويات أسرانا، أحبائنا الذين يبادلوننا أحاسيسنا داخل الأَسْر، ويزيد لديهم الشوق والحنين للقاء عائلاتهم.
فاصبروا، أحبائي.. لأن لا شيء يبقى على حاله.. والأمور ستتغير والفرجُ آتٍ بمشيئة الله.
عِيدٌ بأية حالٍ عدتَ ياعيدُ ********* بأدمع القهر أم للمـوت تهديدُ
أم يحملُ الليلُ في أثوابهِ كفناً **** أم يطبقُ التربَ فوقَ الهامِ تلبيدُ
أم يحشرُ الناسَ بؤسٌ في جنازتنا******ويملأ الكونَ بالآهاتِ تعديدُ
تدمى الجراحُ فما تنفكُ راعفة ****** في كلِ حينٍ لها بالقرْحِ تجديدُ
كيفَ السبيلُ إلى الأفراحِ في وطنٍ*****يزدادُ بؤساً إذا ماأقبلَ العيـدُ
وكيفَ نعشقُ بعدَ اليومِ أغنيةً ****** وكيفَ تحلو لنا بعـدُ الأناشيـد
ترى الخلائقَ يومَ العيدِ باسمةً *** ونحنُ نبكى وكفُ الشرِ ممـدودُ
ترى الدموعَ لها في العينِ رقرقةً **وفى الخدودِ وقد شُقّتْ لأخاديدُ
ترى الدمـاءَ وقدْ سالتْ مسطرةً **** (إنَّ اليهودَ لأنجاسٌ مناكيـد)
نستقبلُ العيدَ في خوفٍ وفى حَزَنٍ **وفي الفيافي لنا بؤسٌ وتشـريدُ
نأوي إلى طَللِ الأحجارِ نرقبهُ *** وقدْ تهاوتْ على الربعِ الجلاميـدُ
ويشربُ الناسُ في أعيادهم عسلاً ** وعندنا الصابُ في الأعيادِ محمودُ
وكمْ جرعنـا مرارَ البؤسِ آونةً *** وكمْ سقانا مرارَ الظلمِ عربيـدُ
ويلبسُ الناسُ في أفراحهم حِللاً *** ويرقصونَ كما تعلو الأغاريـدُ
ونحنُ نلـبسُ في أعيادنـا كفناً **** وللقنابلِ فوق الهـامِ تغريـدُ
وللأرامـلِ في الأحياءِ ولولةٌ **** وللثكالى غـداةَ الثكـلِ تنديـدُ
ولليتـامى علـى الأرجاءِ غمغمةٌ **** وللصبايا بدع العينِ تنهيـدُ
كـأنَّ شعبي معَ الأحزانِ موعدهُ **** في كلِِ عيدٍ وما تبلى المواعيـدُ
تـرى الليـاليَ سوداً في حوادثها ***** وللمصائبِ عندَ النومِ تسهيـدُ
وكيـفَ تهنأُ نفسٌ في تذللها ***** إن كانَ في القلبِ إيمـانٌ وتوحيـدُ
وكيـفَ يهنـا ليثٌ في عريسته ******* إذا تربعَ في الآجـام رعديـدُ
وكيفَ يهنـأُ شعبٌ في تشردهِ ***** وقدْ تعالى على الإسلامِ تلمـودُ
وكيفَ نرنـو إلى دنيا بلا أملٍ ****** وجبهةُ الغدرِ فيها الشرُ معقـودُ
كـأنَّ قلبي إذا هبتْ لواعجـهُ ***** بثورةِ الشوقِ يومَ العيدِ مـوؤدُ
تراهُ يبكـي ودمعُ العين ِ منسكبٌ ****وغصةُ الحزنِ في أحداقهِ عودُ
يبكي حبيبـاً وقد أقوت منازله *** وللنوى في قرى الأحبابِ تبديدُ
يا صخرةَ القدسِ هذا الشوقُ يقتلني ***حتى أركِ وبابُ الوصل موصودُ
أنا المعذبُ في أشواقهِ حقباً **** أنا السجينُ وعنْ لقيـاكِ محـدودُ
ماذا جنيتُ لكي أحيا بلا وطنٍ ******* وكلُّ نهْجٍ إلى الأحبابِ مرصودُ
عيدٌ يمـرُّ وأعيـــــــــــادٌ تظللنا *** لكـنْ بأيةِ حـالٍ عدتَ يا عيـدُ
قاريء الحبيب ...
لم يتبق إلا أن نقولها بقلوب متألمة حزينة...
حسبنا الله ونعم الوكيل ...
حسبنا الله ونعم الوكيل .....
حسبنا الله ونعم الوكيل ...
اصبر إذا الدهر عليك اعتدى ****** وأثبت على مكروهه والحرج
فالدهر كالدولاب في صرفه ***** وليس بعد الضيق إلا الفرج