بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في نهار هذا اليوم الاحد .. في الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك ..
كنت في غرفتي اتلوا القران الكريم .. وكان الجو حاراُ بعض الشيء ..
احسست بالعطش الشديد .. وكأني لم اشرب الماء منذ فتره طويله ..
اخذت اتفكر في احوال من لايجد الماء ..
وادركت حقاً معنى تلك المعاناه ..
فتذكرت قوله تعالى : ( ان الانسان لربه لكنود ) أي جحود ..
حقاً ادركت حجم النعمه التي تحفنا من كل جانب والتي قلما نشكر الرحمن عليها !!
سبحانك ماعبدناك حق عبادتك
تلاشت تلك الخواطر التي بيني وبين نفسي ..
وا قتربت من المصحف واخذت اتلوا بعض الايات ..
وبينما اتلوا فإذا بي اصل الى قوله تعالى :
( ونادى اصحاب النار اصحاب الجنه ان افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله
قالوا ان الله حرمهما على الكافرين * الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً وغرتهم الحياة الدنيا
فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وماكانوا بئاياتنا يجحدون )
سبحان الله !!
احسست ان النداء موجه لي!!
تخيلت نفسي في ذلك الموقف المهيب !!
اخواني تخيلوا معي
العطش والحر .. أكبر الاماني في تلك اللحظه هي رشفة ماء بارده ..
تروي الظمأ .. هي مجرد رشفه ماء .. لاتغني عن عذاب جهنم شيئاً ولا تخفف منه ..
ومع ذلك .. فهم محرومون منها !!!!
ما اقسى هذا العذاب .......
وما اصعب هذا الموقف ..
وما اشدها من حســـــــرة !!
اسئل الله تعالى ان لايضعنا ووالدينا والمسلمين اجمعين في ذلك الموقف ..
وان يمن علينا بكرمه ورحمته ويرزقنا جنته ..
الان لو حُرمت الماء في مكان ما ، ماذا ستفعل ؟
ستشرب من صنبور المياه ؟
لو لم تجد مصدراً للماء بتاتاً
ستطلب من اي شخص عابر ان يسعفك بشربة ماء ؟
ماذا لو طلب اهل النار ان يسعفهم اهل الجنه بالماء ؟
اتراهم سيشربون ويهنأون ؟
كلا والله
ياله من خِزي ....
نعوذ بالله ان نكون من اهلها
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ** ان السفينه لاتجري على اليبسِ
اخواني كم عصينا الله وانتهكنا محارمه .. ونقول ان الله غفور رحيم ..
ونسينا نداء الله تعالى عندما قال :
( يا أيها الذين آمنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وانتم تعلمون
واعلموا أنما اولادكم واموالكم فتنه وأن الله عنده أجرعظيم )
كل نعمة انعم الله بها علينا هي امانه .. و سيسئلنا الله عنها وعن ماذا فعلنا بها
هل ادينا بها حق الله من شكر واستعمال في مباح ؟
ام بارزناه بالمعصيه !!!
ونسينا حديث الرسول عليه الصلاه والسلام :
عندما قال :.
( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا من أُمَّتِي يَأْتُونَ يوم الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا الله عز وجل هَبَاءً مَنْثُورًا !
قال ثَوْبَانُ :
يا رَسُولَ اللَّهِ ! صِفْهُمْ لنا جَلِّهِمْ ؛ لنا أَنْ ؛ لَا نَكُونَ منهم وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ ؟
قال :
أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ من اللَّيْلِ كما تَأْخُذُونَ ؛ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إذا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا )
رواه ابن ماجة في ( السنن ) برقم 4245
اخواني ، لايغرنا ما عملنا من خيرات .. ونوهم انفسنا ان حسناتنا تشفع لسيئاتنا ..
لا نبرر لانفسنا بأننا افضل من غيرنا ..
وان معاصينا اهون من معاصي الغير ..
ارئيتم ماذا قال عليه الصلاه والسلام ؟!!!
قال انهم ياخذون من الليل كما تاخذون !!
يعني ان هذه الفئه التي يجعل الله اعمالها هباء منثوراً
منهم من يقوم الليل !! ومن من يقوم بعبادات الله اعلم بها ..
ولكن بسبب جريمه انتهاك حرمات الله .. صارت هبااء منثوراً اي كالسراب الذي يتلاشى ..
تخيل اخي الكريم .. انك تقدم لامتحان ما .. وبذلت قصارى جهدك
وعند استلام النتيجه وجدت نفسك راسباً .. بسبب خطأ ارتكبته
في مسئله واحده لها اعلى الدرجات افسدت لك جميع ماخطه قلمك ..
ألن تتحسر .. ؟؟
ألن تتمنى لو اعيد لك الامتحان حتى تجتاز تلك المسئله ؟؟
لكن هيــهـــات ..
امتحان الدنيا لن يعاد مره اخرى ..
فما بالك لو تعلقت الخساره في مصير اما جنه واما نار !!!
قال تعالى : ( قد جائكم بصائر من ربكم فمن ابصر فلنفسه ومن عمى فعليها )
انت لن تضر الله في شيء .. انما الضرر يعود اليك ..
اننا في حياتنا .. ماضون الى احدى الطريقين ..
إما جنه وإما نار ..
فما انت فاعل بنفسك والى اين انت ماضٍ ؟
هل ستغامر في هذا ؟؟؟؟؟
اي عاقل يعرض نفسه لهذه المغامره الخطره !!
اي عاقل يعرض نفسه الى لفحات النار لاجل دقائق قضاها في معصيه !!
فلنجاهد انفسنا ولنتذكر وعد الله للمؤمنين والمتقين :
( ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون )
اللهم انا نعوذ بك من جهنم
اللهم انا نعوذ بك من جهنم
اللهم انا نعوذ بك من جهنم
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك
ومن طاعتك ماتقربنا به الى جنتك
وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين
لاتنسونا من صالح دعواتكم
كن داعياً الى الله وانشر هذا الموضوع
وتذكر قوله عليه الصلاه والسلام
( لان يهدي الله بك رجلاً خيراً لك من حمر النعم )