غيمة .. حين تتبرعم الحبيبة في منفى الذات

غيمة
حين تتبرعم الحبيبة
في منفى الـــــذات


سَرَحْتُ... شَرَدْتُ مَعَ نفسي
إلى نفسي...
وحين وصلتْ .. لِعُمْق ِالذاتِ
أدركتُ ...
بأني التائِهَ الحيرانْ...
بدربِ الحبِّ أيا محبوبتي
ضِقتُ ...
وضاقَ الصبرُ في قلبي...
وضاقَ القلبُ مِنْ صَبْري
وضاقَ الفكرْ ... ضاقَ
الحرفُ والبيتُ ...

* * * *
أيا مُزْنَة.. بصيفِ القلبْ...
أين البرقُ .. أين الرعدُ
أين الماءُ يسيلُ يسيلُ
ليروي غادَةَ العُشاق ِ
ويجمعُ بيننا الصمتُ
لأنسج َمن رُموشِ الشمس ِ
أشعاراً تُجَسِدُ حُبَنا
اللافحْ.. وقررتُ

* * * *

بأنْ أبني لكِ بيتاً
يكونُ الحبّ ُعُنوانَهْ ...
والبَسَماتُ أنوارَهْ...
ولونُ البحرِ ألوانَهْ...
وناديتُ
بأعلى الصَوْتِ ناديتُ ...

* * * *
فلمْ تأبَهْ وَلَمْ تَسْمَعْ
نِداءاتي
ولم تَسْبَرْ لأغواري
عن نزفٍ لأزهاري
وأجزمتُ ...
وأقسمتُ ...
بأنْ أبقى وحيدَ القلبِ
جريحَ الروح ِوالنجوى
ولم أأبَهْ وعانَدْتُ...

* * * *
وَسافَرْتِ لمملكَةٍ ليس
لنا بها بَيْتُ
بحكم ِالفقرِ لا نملكْ
سوى النعناع ِ والريحان ِ
وروضاً مِنْ رِياض ِ الفلِّ
يُنعِشُنا ويُطرِبُنا

ولم أيْأَسْ بَعْدَ العَهدْ .. فَقَدْ ذَهَبَتْ
وما ماتَتْ .. بَلْ مُتّ ُ

* * * *
وما ماتَ بقلبي الحُبْ ...
بل ماتَ بقلبي الكُفرْ
بكأس ِالفَقْرْ...
وَأَيْقَنْتُ بأنَّ الفَقْرَ
عَلَمَني وَعَلَمَني دُموعُ الشوق ِ والحرمان ِ
فَيا فَقْرُ قَدْ تُبْتُ
وها أنذا قد عُدْتُ

* * * *
وكانتْ عودةُ الغائبْ
بذاكَ اليومْ...
فأ ُنبئْتُ ... وأَنْبَئْتُ
نسيمَ حُبِيَّ العذري
وفاضَ الدمعُ مِنْ لَهَف ٍ
ومن كفني قد صلتُ
لأمسحَ دمْعها الدارج
على الوجناتِ ... بلْ عَيْنَيْ
وعادَ الماءُ ثانيةً يسيلُ يسيلُ
ويجمعُ بيننا الصمتُ ...

* * * *
ومع هزجاتِ رعدِ الفجرِ
بأقلامي وأوراقي أكملتُ..
قصةَ حُبنا العذري
وأتممتُ ... وأَيقنتُ
بأنَّ عُشَنا الذهبي
سنبنيهِ ثانيةً وثالثةً
بعونِ اللهِ نبنيهِ....
لأنَّ الله رازِقُنا
لأنَّ الله خالِقُنا
لأنَّ الله مُحْيينا
لأن الله مَوْلانا
فآمنتُ .... وآمنتُ
وآمــــنـــتُ .