يا فلسطين الحبيبة
لا تذرفي الدماء و الدموع
فأخوتي في الشرق... لن يسمعوا بكاءك
لن يرفعوا رايتهم لجريح... لن يستجيبوا لنداء الضمير
فضميرهم قد مات و دفنوه بالمريخ... وهوايتهم منذ أن خلقوا هو النوم
على الريش الناعم و الشخير
و تفكيرهم أضحى... كيف يأكلون و متى يشربون
و التحدث عما يلبسون من الحرير
و كل شيء يمس القضية.. هو بالنسبة لهم تافه و أكثر من حقير
يا فلسطين الحبيبة.. لا تذرفي الدماء و الدموع
فالطفلة البريئة قد أمست يتيمة
و أمنا حواء ما عادت تنجب الأبطال
قد باتت عقيمة.. و أرضنا في الشرق
لعدونا باتت غالية ثمينة... و لقادتنا الأبرار
قد باتت رخيصة... و الشجب و الاستنكار
صار من بين عاداتنا الشرقية
و الطفلة المسكينة.. قد أمست حزينة
غريبة في أرضها شريدة.. في دارها السليبة
كم هي مسكينة أجيالنا لأننا
لا نورث أجيالنا في الشرق
إلا حضارة عليلة.. صحيح ما نقوله أننا نحن
من صنع التاريخ.. و أمجادنا فيها كثيرة
لكننا اليوم نشكو للزمان زلنا
و نشكو لعمر و صلاح الدين جبننا و صمتنا
و نشكو إليهم نفوسنا الذليلة
و الطفلة أشعلت للشمعة الفتيلة
و أضاءت الكون حولها فلم ترى
إلا الجثث حولها و أمها القتيلة
و الدمعة غطت جفنها
و خبئت أسرارها الدفينة
لكنها أبت إلا أن ترفض الهزيمة
فإما أن تحطم للقدر يأسه
و إما أن تكون شهيدة القضية
لا تنظري إلي وتظني أني من السعداء
فلا أريد العيش مع هؤلاء الطلقاء
أحبك وأحلم كل يوم باللقاء
وتتألم روحي من كثرة البكاء
فبعدى عنك ليس جفاء
يا أجمل من رأى قلبي أنتي لي الداء والدواء
أنت أجمل من اللآلئ في السماء
أغار عليكي من هذا الرداء
فما أكثر ما به من أسماء
من قتلوا وكانوا لكي فداء
فإن خيروني لأتيت وأهديتك ما بي من دماء
ودفنت تحت قدميك ما تبقى من جسدي من أشلاء
وكتبت أسى فوق كل هذه الأسماء
وحررتك يا نبض قلبي من اسر الجبناء
فلســـــــــطين … يا جنه الشهداء